قصة من تأليفي أتمني ان تنال اعجبكم

ألســــــــاعه الثالثه ظهراً .. اضواء السيارات تملأ الشوارع .. همسات الناس تغفل عن الصوارى و هـــا هى .. مدام عبير .. تلك المرأه التى تحب الحياه و تجبر نفسها على استطعامها .. حان وقت انصرافها من العمل . ترى مدام عبير فى همتها و نشاطها و كأنها فتاه لم تتعدى العشرين من عمرها , ليست حقاً عظيمه المظهر و لكنها جيده . لا تجذب كل من يراها و لكنها تبهره بابتسامتها ! تخطو خطواتاً سريعه مترهوله تكاد لا تلمس الارض بقدميها .. تحت اشعه الشمس المتوهجه التى تخرج ناراً .. لكى تلحق بالاتوبيس و هـــا هى تلحق به .. لتجد مقعداً مملوءاً بهموم من جلسوا قبلها !
تنظر لنفسها بالمرآه الصغيره التى تحملها . " ما بك يا عبير علمات الشقاء و الشيخوخه تظهر الان على وجهك !" كانت كلماتها لنفسها تعيد لها بعض ذكرياتها القديمه . " و لكنهم يستحقون " اكملت عبير مبتسمه . جالسه عبير تحدث نفسها ,
" يوسف .. ذلك الرجل .. الذى لطالما أبكانى , لطالما وضعنى فى مواقف لم أحبها و لكنى أيضاً لن أنكر فضله .. فجميع هذه المواقف كان له حكمه بها لم أدركها ألا لاحقا .. أتذكر أيام خطوبتنا و لهونا و حبنا .. و الاماكن التى لطالما هوينا ان نذهب أليها .. لم ينمنى يوماً حزيـــنه ! "
" أمـــــــــل .. تلك الطفله العنيده .. صغيرتى المدللــه .. التى اعشق رقصها على أوتار قلبى عندما تطلب منى شئ .. أرى فى أعينها ما اريد حقأً أن احققه و اسعى أليه .. بين يديها الصغيرتين .. اشعر أنى بين تيـــار قوى جارف يذهب بى الى الافضل .. لطالما تعاندت معى .. و طلبت منى اشياءاً لم تكن باستطاعتى و لكنها سريعاً ما تعود لحوضنى لأرى بها مرة أخرى العالم الذى طالما تمنيته .. فهى تجمع بين أمى و أبى و يوسف زوجى .. فى شخصـٍ واحد ! "
بضع كلمات عبير لنفسها أثناء جلوسها على مقعد " الاتوبيس " .. يقف لثوانى .. فتنزل عبير .. لقد نسيت ان تحضر لهم الخبز .. ماذا أذن ؟! هل ستعيد الرحله من البدايه .. و لكنها هكذا ستتـــأخر .. فى كينونة نفسها .. لقد أحبت تلك الذكريات .. فقررت .. أن تعيـــــــــد ألشريط من ألبـــــــــــدايه ! ..